الشعر الحر بين القبول والرفض...بقلم أيمن حسين السعيد...سورية

الشعر الحر بين القبول والرفض.

أولا وبداية لا يجب التعارض بين القديم والحديث بل التساند ولا بد من الإحاطة الشاملة قبل الحكم على الشعر الحر الحديث أو الشعر الموزون المقفى القديم فالقدماء ليسوا أعلم منا بالذي خلفوا لنا من تراث والصراع بين القديم والحديث في الشعر يتأجج دائما عند كل تجديد كما هو الحال مع قبول أو رفض الشعر الحر.
علم العروض وهي كلمة مؤنثة تعني ميزان الشعر ووضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي(100-175)للهجرة وهذبه الجوهري عام 393 للهجرة.
فمن وضع هذا العلم بشر وهو ليس بكتاب مقدس أو قرآن نلزم العباد به.
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهم أحرارا مقولة لسيدنا عمر بن الخطاب إذا ما أسقطناها على مايخص الصراع بين الشعر الحر بين القبول والرفض .
أقول متى استعبدتم الناس في مشاعرهم وأحاسيسهم وقيدتموها الشعر انفعال ولا قيود له أبد ولا مجال لتقييده وإلا فلا ابداع فيه.
في حال اراد فريق الالتزام بالتراث أن نظل ننحو ونتجه وجهة واحدة الا وهي وجهة الالتزام بعلم العروض وميزان الشعر الذي وضعه انسان حتى لا يوجد له ديوان شعري واحد في التاريخ والشعر الحر اخترعه وابتدعه انسان وبدأ أول ما بدأ مع الشاعرة نازك الملائكة ومن ثم نزار قباني وتوالى من بعدهم من تفلت حتى من شعر التفعيلة الى أن وصل به الحال إلى الشعر الحر والشعر النثري والذي فيه يتفلت فيه كاتبه من كل القيود ويطلق العنان لنفسه ومخيلته ويصل بهما درجة التألق والإبداع إن كان يكتب كتابة راقية لموضوع راق يهم الناس.
حادي العيس لاتنفع في زمن الفيس بوك وثقافته بل تنفع مع الذين يعيشون في صحارى مع نوقهم وجمالهم .
وكذلك لاتنفع مبالغةمقولة الشاعر:(لولا مخاطبتي اياك لم ترني)
ولا قول الشاعر:
تركت مني قليلا من القليل أقلا.....الخ
لم تعد هذه المبالغة مقبولة في عصرنا الحالي فليس لحادي العيس وجود في حياتنا وكذلك فيما يرتبط ويختص بالحب تلك العاطفة الانسانية الخالدة فقد تشكلت هذه العاطفة في عصرنا بحيث صار حديث العاشق أو المحب عن هزال جسمه نتيجة هيامه شيئا قد يبعث على السخرية ولن يثير التعاطف.
اليابان تماهت وتماشت مع الثقافات والعلوم المتجددة كل حين وربطت التطور بتطوير تراثها الثقافي بما يتناسب مع العصر ومتطلباته وخير مثال فن قصيدة الهايكو الياباني الذي غزا العالم فهل ربابة ربة البيت والديك والدجاجات وحادي العيس هو من نقدمه من تراثنا للعالم في العصر الحالي الذي يتسارع بكل جديد في كل ثانية .
منذ عهد الشاعر البارودي وحتى هذه اللحظة اللغة الشعرية في تجديد وتطوير وهكذا تؤكد لنا حياة اللغة الشعرية أنها كانت في كل زمن شديد المساس بلغة الجمهور ولا بد لنا من ادراكنا لهذه الحقيقة إن لغة عصرنا تختلف بكل تأكيد عن لغة أي عصر مضى وهي لاتختلف عنها من حيث هي لغة مجردة، فما زالت عربيتنا الأدبية أو الكتابية بعامة هي العربية الفصحى ،وإنما تختلف من حيث علاقتها بظروفنا المعاشية الراهنة بأفكارنا وتصوراتنا وآرائنا بمشكلاتنا وقضايانا وبكل مايمثل الجوانب الروحية والمادية في حياتنا وكل هذا من شأنه أن يشكل اللغة تشكيلا جديدا يتناسب وواقع هذه الحياة حتى يكون للشعر دور فعال في النفوس ،الشعر الحر يمس وجدان الجمهور ويتفاعل معه شاء من شاء وأبى من أبى وأنا من جهتي من أنصاره ويجب تحرير لغة الشعر وضرورة الملائمة بينها وبين الجمهور من دون انكار لتراثنا وأصالتنا بل على الشعر التراث والقديم والحديث الحر أن يتساندان لا أن يتعارضان وهو ما يعزز ويثري ميدان الحياة الفكرية والثقافية.
أيمن حسين السعيد ..سورية

إرسال تعليق

أحدث أقدم